أستراحة الظهيرة
القيلولة تركها المسلمون ويطبقها اليابانيون
للصحفي العراقي ياس خضير العلي
حتى بالسفارات اليابانية بالعالم تتوقف عن العمل من منتصف النهار للثالثة عصراً تعاود عملها والقليلولة العرب المسلمون من صلاة الظهر الى أذان العصر وذكرت بالقرآن الكريم عندما وصفهم وهم يضعون ثيابهم للراحة , وجاء الأمر لغلمانهم الخدم بمنع دخولهم عليهم للخدمة ألا بالأذن أي يستأذنون لأنها فترة الراحة والأختلاط العائلي بين الزوج والزوجة ويبدو أن العرب كانوا لديهم القليلولة عادة أستمرت مع الأسلام وقال لهم حين تضعون ثيابكم من الظهيرة ثلاث عورات كانوا يريحون باليوم ثلاث مرات , ونحن اليوم نعرف توقيت صلاة الظهر أخذ حسب علماء المسلمين كما يقولون بالقول لأعرابي سأل متى أذان الظهر قال
عندما يفقد الحمار ظله
أي عندما تكون الشمس أعلى الجسم تماماً أي يبدأ الزوال منتصف النهار , وأما العصر قال -
عندما يساوي ظل الشيء أصله ! أي طولك متر وثلاثة أرباع المتر يجب أن يكون ظلك متر وثلاثة أرباع المتر
نحن اليوم نراجع مثلاً السفارة اليابانية يستأذنك الموظف الدبلوماسي أن الأستراحة القليلولة بدأت وبأمكانك العودة بعد الساعة الثالثة وهذه عملية أدارية تطبق على كل اليابانيين حسب ما نعلم , لكن نحن العرب والعراقيين خاصة لايمكن لنا ذلك لأنه الموظف لدينا يعمل وموقع عمله في جانب بغداد الرصافة مثلآ وأهله سكنه تجده غرب بغداد وربما يحتاج لساعات ليصل بيته فأين سيقضي هذه القليلولة ؟
وحاول أحد الباحثون في الثمانينات تقديم دراسة لوزارة التخطيط لتوزيع أستمارات معلومات عن سكن وعمل العراقيين ومحاولة تبادل كل واحد مع الأخر حسب القرب من السكن ولم يتم له ذلك , لأنه وصل البحث لنتيجة أن العراق يتم تعيين الموظف فيه على أساس الواسطة والعلاقات الشخصية وتجد أكثر العاملين بدوائر الدولة أقارب أو معارف في الغالب
وأتسأل هل اليابان تطبق أستراحة القليلولة أعتباطاً أم متوارثة من سابقين أم هي تأثر بالعرب سابقاً بينما نحن اليوم لا نطبقها لأننا لا نتذكرها ولو تذكرناها وأردنا تطبيقها وهي فيها فوائد كثيرة لأنها توفر أستراحة للعبادة والمرأة تراجع أطفالها وربما التسوق وألخ من فوائد لاتحصى , ولكن لا أدري أتمنى أن تجد هذه الملاحظة الإهتمام وربما نصل لأجابة , هل الأسلام وتشريعاته وممارسات أجدادنا العرب المسلمون غير ممكنة التطبيق لأنهم مجتمع زراعي بسيط ونحن بعصر الصناعة والسرعة , لكن اليابان هم أهل التكنلوجيا والصناعة والسرعة أم هي مظهر من مظاهر الرفاهية؟
وهي توفر نوع من السعادة الزوجية وتقلص القلق والغيرة بين الزوجين وتقتل وتقربهما من بعض أكثر ولدينا لليوم بالمناطق الزراعية العشائر والفلاحين بالأرياف يطبقونها لقرب موقع عملهم بالمزرعة وتربية الحيوانات يمارسونها لذا تجدهم أكثر ذرية وراحة نفسية وأطول عمراً من أبناء المدن الذين يعيشون كسجناء متنقلين بأرادتهم تحبسهم الحاجة لتوفير العيش والحياة وضمان المستقبل الذي بالنهاية هو من لحظات القدر
وحتى الإنتاج الفكري لمن يسترخ عند الظهيرة لديه فرصة مراجعة حساباته ويفكر بأموره ويحل مسائله أو بلغة العصر يخطط للمستقبل ويضع خارطة طريقه ولديه بذلك الوقت الكافي لممارسة أفكاره
قال صل الله عليه وسلم
[ قيلوا، فإن الشياطين لا تقيل ]
الأحد أغسطس 14, 2011 2:26 pm